السؤال
أنا شاب عمري 31 سنة أعيش مع والدتي في بيت ملك مكون من 4 طوابق في كل طابق أخ من أخوتي وأنا ووالدتي نعيش في أحد الطوابق، لا أفكر في الزواج بسبب عدم رغبتي بالابتعاد عن والدتي ولأنني أنا أصغر أولادها وكلهم متزوجون ولا أحتمل فكرة أن تشعر بأن هنالك من يقاسمها إياي، كوني متعلقا بها جدا ويشهد الله أن لا سبب آخر يدفعني للعزوف عن الزواج حتى أنني عدت من الخارج حيث كنت أعمل بعد وفاة الوالد للعيش معها وسؤالي هل عزوفي عن الزواج بسبب البقاء مع والدتي لرعايتها فيه شيء من الحرام أم ماذا ، حيث أنتم تعلمون أن الزواج والزوجة وإن كانت صالحه في أيامنا هذه لا بد وأن يكون لهم نصيب وحق من قلب ونفس الرجل وأنا لا أريد أن أعق والدتي بعد أن ربتني وخدمتني كل هذه السنوات وعدم تفكيري بالزواج هو للابتعاد عن أي أحتمال ولو كان ضئيلا أن أنشغل عن والدتي أو تأخذني حياة الزواج عن رعايتها .
أفيدوني أفادكم الله .
وبارك الله فيكم ولكم ، لما فيه خير المسلمين.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد حث الإسلام على الزواج، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. متفق عليه. وقال صلى الله عليه وسلم: تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم. رواه أحمد وأبو داود والنسائي.
والنكاح تعتريه جميع أحكام الشرع حسب الحالة التي يكون فيها الشخص، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 3011.
وعليه، فإذا كنت تخشى الوقوع في الفاحشة إن لم تتزوج فهو واجب في حقك، ولا يجوز لك تركه حينئذ لأي سبب من الأسباب، وإن كنت لا تخشى الزنا ولكن نفسك تتوق إلى النكاح فهو مستحب لك ولا ينبغي أن تتخذ لتركه ما ذكرت من التبرير، لأن غالب الأمهات يحببن أن يكون لأبنائهن زوجات وأولاد، وما يكون في قلب المرء من حب زوجته ليس عقوقا لأمه، بل كثيرا ما تفرح الأم وتجد السعادة في استمتاع ابنها بزوجته وميله إليها خاصة إذا كانت الزوجة من قرابة الأم أو مطيعة لها.
وعلى كل حال، فإذا كنت لا تخشي العنت إن لم تتزوج فليس عليك إثم في تركه، ولكن الأولى أن تجمع بين فعله وبين بر أمك إن كنت تستطيع القيام بحقوق الزوجية.
والله أعلم.