التفكير في الموت إذا أدى إلى التفريط في الواجبات

14-11-2007 | إسلام ويب

السؤال:
أنا امرأة متزوجة ولدي طفلة عمرها سنة أعاني من حرقة وألم في رأس المعدة والصدر ولا أستطيع النوم من شدة الألم، ذهبت الى الطبيب أكد لي أني سليمة والآن أعاني من خوف من الموت يلازمني كل وقت فصرت أكره الناس وأكره الكلام ولا أهتم في نفسي ولا بيتي، أشعر أني سوف أقبض في أي دقيقة والأمر يستمر سوء وعندما أصلي أوسوس ويشرد ذهني عن الصلاة وعند قراءة القرأن تأتي وساوس أن هناك أخطاء وأحاول أن أقاومها وأتعوذ من الشيطان، سرت أكره كل شيء حولي ولا آكل ولا أنام إلا عند التعب الشديد، وأصبحت أحس بقرب الأجل، وهو أكبر هاجس لدي.
أفيدوني جزاكم الله خيرا؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله لك الشفاء مما بك، ونفيدك أن تذكر الموت والاستعداد له أمر مهم جدا، ويدل لذلك ما في الحديث: أكثروا من ذكر هاذم اللذات ومفرق الجماعات. رواه النسائي والترمذي وصححه الألباني .

وقال الشاعر:  صاح شمر ولا تزل ذاكر     الموت فنسيانه ضلال مبين.

ولكن يتعين التنبه إلى أن الأجل محدود لا يتقدم عن وقته ولا يتأخر، قال تعالى: وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ.  { سورة الأعراف 34}.

 فعلى العبد أن يكون معتدلا في جميع أموره، فيجعل الموت نصب عينيه لينشط للطاعات ويكثر التوبة والإنابة إلى الله ويبتعد عن المعاصي حتى لا يبغته الموت وهو يقارف المنكرات فيبوء بسوء الخاتمة أعادنا الله، ولا ينبغي للعبد أن يفرط ويتجاوز حد الاعتدال فيصبح التفكير بالموت مسيطرا على عقله وشاغلاً له عن مهامه وطاعاته وتربية عياله، فإن ذاك من مكائد الشيطان ووساوسه.

 فيتعين التخلي عن ذلك والاستعاذة من الشيطان والإعراض عن الوساوس بالكلية، ومخالطة أهل الخير، وقراءة كتاب الترغيب والترهيب والسيرة وقصص الأنبياء، فدواء الوسواس بالإعراض عنه كما قال الهيتمي.

 وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 75046، 75640 ، 60628 ، 51601 ، 8181، 22947.

www.islamweb.net