الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيرا على حرصك على أداء الصلوات في جماعة ولا سيما صلاة الفجر ، وزادك الله حرصا على الخير.
واعلم أن من أعظم الظلم والاعتداء أكل أموال الناس بالباطل ، فإن كنت قد أخذت هذا المال مما أسميته بعملك الجديد بغير وجه حق فهذا أمر لا يجوز ، وما حدث لك من ضيق لا يسوغ لك الاعتداء على حق الغير ، فالواجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى ، ومن تمام توبتك أن ترد هذا المال لصاحبه ولو من طريق غير مباشر كما بينا بالفتوى رقم: 29667.
وأما الحديث الأول الذي أشرت إليه في سؤالك فقد رواه الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق" ، وهو كما ترى متعلق بإدراك الصلوات كلها لا بإدراك صلاة الفجر فقط. ثم إن هذا العمل الصالح لم يكن سببا للبراءة من النار والبراءة من النفاق إلا لكونه يمنع صاحبه من عمل أهل النار وعمل أهل النفاق قال المباركفوري في كتابه تحفة الأحوذي عند شرحه هذا الحديث : قال الطيبي أي يؤمنه في الدنيا أن يعمل عمل المنافق ويوفقه لعمل أهل الإخلاص وفي الآخرة يؤمنه مما يعذب به المنافق ويشهد له بأنه غير منافق يعني بأن المنافقين إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى وحال هذا بخلافهم كذا في المرقاة .اهـ.
وأما كون هذا التصرف يمنعك من الدخول فيمن يظلهم الله في ظله فليس هذا بلازم ، فإن رحمة الله واسعة ، ولكن يجب عليك التوبة النصوح على الوجه الذي ذكرناه سابقا.
بقي أن ننبه على أمر وهو إن ثبت أن لديك مالا أخذ منك ظلما، وكان بإمكانك استرداد هذا المال من طريق مباشر كرفع الأمر إلى المحكمة فافعل ، وإن لم يمكنك ذلك وظفرت بشيء من مال هذا الظالم فلا حرج عليك في أن تأخذ منه القدر الذي أخذه منك ظلما ، وهو ما يسمى عند الفقهاء بالظفر بالحق. ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم 28871.
والله أعلم.