الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يحق لأمك أن تمنعك من الزواج خصوصا وأنت تخشى الوقوع في الحرام لا سيما وأنك ميسور الحال وقادر على القيام بمؤن النكاح، وهي بموقفها هذا تمنعك من امتثال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو القائل: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج. متفق عليه.
ومع أن طاعة الأم واجبة وبرها فرض عليك إلا أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فعليك أولا أن تحاول إقناعها بهذا الأمر، فإن لم تستجب فاستعن عليها ببعض أرحامها أو صديقاتها ممن لهم عندها وجاهة، فإن لم تستجب فأقدم على الزواج من تلك الفتاة طالما كانت صاحبة دين وخلق، ولا يضرك مخالفة أمك وليس هذا من باب العقوق، خصوصا أن ما تعلقت به من أسباب ليس مقنعا، بل هذه الأسباب حجة لك عليها ؛ لأن كونك شابا يلزمك المسارعة إلى الزواج لما علم بالعقل والحس والمشاهدة من تسلط الشهوة على الشاب أكثر من غيره، وانظر كيف خص الرسول بدعوته الشباب فقال: يا معشر الشباب ! من استطاع منكم الباءة فليتزوج. فليس معنى هذا أن غير الشاب لا يتزوج ولكنه خص الشباب لما علم من تسلط الشهوة على الشباب أكثر من غيرهم.
ولكن عليك في كل الأحوال أن تعامل أمك بالبر والإحسان وخفض الجناح والطاعة فحقها عليك عظيم، ثم عليك أن تجتهد في استرضائها بكل سبيل سواء قبل الزواج أو بعده. وللفائدة تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 65093، 26708.
والله أعلم.