الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان الغضب قد وصل بك إلى ما ذكرت من فقد الوعي والإدراك ونطقت بما لم تع له فإنه لا يلزمك ما نطقت به من الطلاق، وهذا ما بيناه في فتاوى كثيرة منها الفتويين: 21944 ، 11566 .
لكنك وقعت في خطأ عظيم وهو تعديك على زوجتك بالضرب المبرح فهذا من سوء العشرة المحرم شرعا، ومن سوء الخلق المذموم طبعا. قال البهوتي في كشف القناع: وسن لكل من الزوجين تحسين خلقه بصاحبه والرفق به واحتمال أذاه لقوله تعالى: وبالوالدين إحسنا ....إلى قوله والصاحب بالجنب. قيل هو كل من الزوجين.
فاتق الله عز وجل ولا تعد إلى مثل ذلك الفعل المشين والخلق السيئ، وعلى زوجتك أن تبتعد عما يثير غضبك، ونوصيها بما قال أبو الدرداء رضي الله عنه لزوجته: إذا رأيتني غضبت فرضني، وإذا رأيتك غضبت رضيتك .
ووصية أسماء بن خارجة الفزاري لابنته: يا بنية كوني لزوجك أمة يكن لك عبدا ولاتدني منه فيملك، و لا تباعدي عنه فتثقلي عليه، وكوني كما قلت لأمك:
خذي العفو مني تستديمي مودتي ولا تنطقي في سورتي حين أغضب.
فإني رأيت الحب في الصدر والأذى * إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب .
وللمزيد انظر الفتاوى التالية أرقامها: 22559 ، 94194 .
والله أعلم.