الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما أمر الزواج فلا نرى لك التردد فيه إذا كان قد تقدم إليك من ترضين دينه وخلقه، بعد استشارة الأهل، واستخارة الله عز وجل، والأخذ بأسباب العلاج لما يصيبك، فقد يكون ما يحدث لك بسبب مس من الجن، وعلاج ذلك يسير بإذن الله، بالرقى المشروعة كما هو مبين بالفتوى رقم: 2244، والفتوى رقم: 10981.
ولا مانع من الذهاب إلى من يعرف بعلاج السحر بالطرق المشروعة بشرط أن يكون موثوقاً في دينه وأمانته ، مع مراعاة الضوابط الشرعية، كتجنب الخلوة والالتزام بغض البصر، ولتحذري من الذهاب إلى الدجالين والمشعوذين.
فقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك بقوله: ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له ، ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم .
قال المنذري : إسناده جيد.
وننبه إلى أن أهم أسباب العلاج، التوكل على الله والمحافظة على الأذكار والدعاء مع حسن الظن بالله ، كما ننبه إلى ضرورة الإيمان بأن النفع والضر كله بيد الله ، وأن قضاء الله كله حكمة ورحمة ، ولو كان على خلاف ما يريده الإنسان ، قال سبحانه وتعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة: 216}
أما تركك للصلاة فمنكر عظيم يجب عليك التوبة منه، وليس ترك الصلاة هو الوسيلة للفرار من المأساة التي زعمتها، بل ذكر الله تعالى والمحافظة على الصلوات هو أرجى ما يتداوى به مما نزل بك.
والله أعلم.