الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فكون الأخ السائل يتحرى الحلال في راتبه دليل على إيمانه وتقواه، وسؤاله يشهد بذلك أيضا، فنسأل الله أن يزيده توفيقا، والذي نراه في جواب سؤالك هو أنه إذا كان المشروع لبنك ربوي فإنه لا يجوز الإعانة على المشروع المشار إليه ما دام لبنك ربوي بأي أنواع الإعانة لا متابعة ولا إشرافا ولا غير ذلك، والدليل قوله تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة: 2} ولو فرض أن غيرك تابعه وفازت به شركتكم أو فازت به الشركة الأخرى التي ذكرت أن لها علاقة بشركتكم أو وكلت لكم الإشراف على المشروع لم يجز لك المشاركة في ذلك، وما دمت قد ذكرت أن سمعتك في العمل طيبة فيما سبق، فلعل هذا يكون لك شافعا عند الشركة في قبول عذرك إذا اعتذرت إليهم، وبينت لهم وجهة نظرك الشرعية في الموضوع، وأنه لا يمنعك من العمل فيه إلا أنك تعتقد حرمة ذلك، واجعل نصب عينيك قول الله تبارك وتعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق: 2-3} وقول الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً {الطلاق: 4} وانظر الفتوى رقم: 26178 والفتوى رقم: 100700.
ولا يفوتنا أن ننبهك إلى أن الحديث الذي ذكرته: طهروا أموالكم بالصدقات. لم نجد له ذكرا في كتب السنة ودواوينها، ولا شك أن الصدقة تطهر صاحبها، لقوله تعالى: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا {التوبة: 103}، ولكن لا يصح نسبة حديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل التأكد من أنه قاله حتى ولو كان معناه صحيحا.