الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ويعافيك مما نزل بك من الضر، وأن يجعل هذا البلاء تكفيرا لسيئاتك ورفعا لدرجاتك، واعلمي أيتها السائلة أن ما يسمى بالعلاج بالطاقة محرم، وقد سبق بيان حكمه وحقيقته في الفتوى رقم: 8055.
ولا يجوز لك الاستمرار في ذلك تحت مسمى الضرورة حتى لو فرضنا أنه من سبل العلاج؛ لأن من شروط استعمال المحرم للضرورة أن يتعين طريقا لدفع الضرر، ولم يتعين هذا طريقا، بل إن ما شرع الله من التداوي بالرقى الشرعية والأدعية المأثورة فيه غنية عن هذه الأباطيل وتلك الترهات، وقد سبق في الفتوى رقم: 5252، والفتوى رقم: 2244، بيان الرقية الشرعية وطرق العلاج من السحر.
وننصحك في مثل حالتك هذه أن تراجعي بعض الذين لهم خبرة في العلاج بالقرآن الكريم والرقية الشرعية، ونوصيك بقراءة كتاب (فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين) لمؤلفه عبد الله الطيار فهو كتاب جيد قدم له فضيلة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى.
أما بخصوص الزواج فلا تقبلي إلا بصاحب الخلق والدين، حتى ولو خالفك أبوك في ذلك، إذ لا عبرة بكلامه وأمره في معصية الله، وكذا لا يجوز لك أن تطيعيه فيما يأمرك به من نزع الحجاب والخروج إلى الشارع للتعرف على الشباب، فهو والله في هذا ما يأمر إلا بالشر والفساد، فحسابه على رب العباد، يوم يؤتى بالكتاب والأشهاد.
وأما ما ذكرت من رفضه أن يعرضك على بعض الأشخاص للزواج فيمكنك أن تطلبي هذا من غيره من أرحامك، فإن لم يتيسر فيمكنك أن تعرضي أنت نفسك على من تظنين به الدين والخلق والصلاح ليتزوجك.
واعلمي أيتها السائلة أن التوبة إلى الله واستغفاره وترك الذنوب والمعاصي لهو من أعظم أسباب الشفاء والنجاة من كربات الدنيا وهمومها وأحزانها، فقد قال الله سبحانه: وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ {هود : 3}.
والله أعلم.