الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يرحم زوجتك رحمة واسعة، وأن يغفر لها ذنوبها ويتجاوز عن سيئاتها برضاك عنها.
واعلم أيها السائل أن مجرد الحزن والبكاء على فقدان الحبيب أو القريب مباح ولا حرج فيه طالما التزم صاحبه الصبر والرضا، إلا أنه – مع ذلك - لا ينبغي المبالغة ولا الإفراط فيه، فإنه يعطل صاحبه عن القيام بمصالح الدين والدنيا، ويشغل القلب عما ينفعه.
فجاهد نفسك أن تتخطى هذه المرحلة، وأن تتجاوز هذه المحنة، وسل الله سبحانه أن يفرغ عليك صبرا، وأن يلهمك السلوان على بلواك, واستعن على ذلك بكثرة ذكر الله سبحانه والصلاة فقد قال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ. {البقرة : 153}.
أما بخصوص حكم عزوفك عن الزواج فلا حرج عليك في ذلك ما دمت في حالة من الاستقرار النفسي ولا يزعجك أمر الزواج، ولا تخشى على نفسك فتنة النساء وغوائل الشهوة، فإن الزواج في هذه الحالة من جنس المباحات, والمباح مما يسع المكلف تركه بلا حرج. ولكن لا يستحب تركه أبدا فإن الزواج من سنن المرسلين وهدي النبيين كما قال سبحانه: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً. {الرعد: 38}.
أما إن خشيت على نفسك الفتنة أو الوقوع فيما حرمه الله فعند ذلك ينبغي المسارعة إلى الزواج ولا يسعك تركه لأنه يصير حينئذ واجبا.
وراجع الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 62986، 3011 21742 .
والله أعلم.