الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما تفعله من صلة أخيك ومداومتك على الاتصال به هو الصواب، بل إنه من أعظم الطاعات التي يتقرب بها المتقربون إلى الله جل وعلا، لأنه من صلة الأرحام ولا يخفى ما جاء من النصوص التي تأمر بصلة الأرحام وترهب ترهيباً شديداً من قطيعتها، وقد بينا طرفاً من ذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 116567، 112160، 96694.
ولا يجوز لك أن تطيع أمك فيما تطلبه منك من قطيعة أخيك وهجرانه، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ومخالفة الأم في ذلك لا تعد من العقوق أو الإساءة، لكن إن أدى ذلك إلى سخطها عليك، فلك أن تتقي سخطها بأن تكتم عنها علاقتك بأخيك وصلتك له، والواجب عليك أن تنصح لإخوتك الأشقاء وتذكرهم بحق أخيهم عليهم في البر والصلة وأنه لا يجوز لهم أن يقطعوا رحمهم لأجل عرض زائل من حطام الدنيا.
والله أعلم.