الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالظاهر من كلام هذا الرجل وحاله أنه مشعوذ كذاب. وعليه، فإننا ننصحك بالابتعاد عنه وعدم تصديق كلامه، ونوصيك بإمساك زوجتك هذه ما دمت لم تر منها إلا الخير، وإن كنت تشكو من شيء من أعراض السحر ونحوه، فنوصيك بالرقية الشرعية المبينة في الفتاوى التالية ررقامها:80694، 2244، 4310، 22104.
ثم احذر من اتهام زوجتك بمجرد الظنون والأوهام، فإن هذا سيحملك تبعة عظيمة أمام الله سبحانه، فقد قال الله عز وجل: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا {الأحزاب:58}. قال ابن كثير: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا. أي: ينسبون إليهم ما هم براء منه لم يعملوه ولم يفعلوه، فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا. انتهى.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال وليس بخارج. رواه أبو داود وغيره وصححه الألباني. وردغة الخبال هي عصارة أهل النار.
واعلم أن ما قمت به من التضييق على زوجتك وإخراجها من بيتها والإساءة إليها هو نوع من الظلم العظيم الذي حرمه الله سبحانه وحرمه رسوله الكريم، قال صلى الله عليه وسلم: إني أحرج حق الضعيفين: اليتيم والمرأة. رواه ابن ماجه وابن حبان وغيرهما وحسنه الألباني.
وقد عد بعض العلماء ظلم المرأة والعدوان على حقوقها دون وجه حق من جملة الكبائر، جاء في كتاب الزواجر عن اقتراف الكبائر: الكبيرة الحادية والخمسون: الاستطالة على الضعيف والمملوك والجارية والزوجة والدابة، لأن الله تعالى قد أمر بالإحسان إليهم بقوله تعالى: وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِالْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا. انتهى.
وتذكر أنك مطالب بمعاشرة زوجتك بالمعروف، امتثالاً لقوله سبحانه: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}. قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: أي طيبوا أقوالكم لهن، وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم كما تحب ذلك منها، فافعل أنت بها مثله، كما قال تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ. انتهى.
والله أعلم.