الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كانت أمك على يقين من اتصال زوجتك بهؤلاء السحرة أو غلب هذا على ظنها ثم كتمته عنك فإنها تكون مخطئة ولا شك خصوصا وأنها لا بد وأن تكون على علم بما بينك وبين زوجتك من شقاق وخصومة, ولا يعد إخبارها لك بذلك تحريضا على طلاقها ولا هو من المحظورات الشرعية بل هذا من باب النصيحة لك ولأسرتك فكيف تكتمه عنك؟
وقد دلت النصوص الشرعية على أن بعض المحرمات إنما يرخص في فعلها إذا تضمنت نصحا للمسلم ودفعا للشر عنه, كالغيبة والنميمة وفي ذلك يقول العز بن عبد السلام رحمه الله: الغيبة مفسدة محرمة، لكنها جائزة إذا تضمنت مصلحة واجبة التحصيل أو جائزة التحصيل انتهى.
وفي إحكام الأحكام لابن دقيق العيد: فإن النميمة إذا اقتضى تركها مفسدة تتعلق بالغير أو فعلها مصلحة يستضر الغير بتركها لم تكن ممنوعة كما نقول في الغيبة إذا كانت للنصيحة أو لدفع المفسدة لم تمنع. ولو أن شخصا اطلع من آخر على قول يقتضي إيقاع ضرر بإنسان فإذا نقل إليه ذلك القول احترز عن ذلك الضرر لوجب ذكره له انتهى.
أما إن كان الأمر لدى أمك مجرد شكوك وأوهام فلا يلزمها أن تخبرك به لأن اتهام الناس بمجرد الأوهام لا يجوز بل لا بد من حجة بينة أو قرينة ظاهرة.
وعلى كل حال فلا تجعل من هذا سببا في التنغيص على أمك فإن حق أمك عليك عظيم ولا يجوز لك أن تواجهها بما تكره حتى وإن صدر منها تقصير ما فإنها ولا شك لم تقصد إلحاق الأذى بك بل كان قصدها من الكتمان مقصدا حميدا , وإن لم يوافق الصواب، وفي النهاية ننبهك على أن حل السحر إنما يكون بالرقية الشرعية المبينة في الفتاوى التالية: 5433 , 116797, 2244, 10981
ويمكنك الاستعانة بالمتخصصين في العلاج بالرقية الشرعية من أهل العلم والديانة, ولكن لا يجوز لك بحال أن تستعين على ذلك بأهل السحر والشعوذة فهذا محرم كما بيناه في الفتوى رقم: 10981.
والله أعلم.