الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما كان للسائل الكريم أن يقبل هذه الدعوة، ولا أن يطعم من هذا الطعام، وذلك لسببين:
ـ الأول: ما ذكره السائل، فهذا الطعام لا يخرج عن معنى الهدية، وبيان ذلك أنه لا فرق بين الأكل عند صاحب هذا المكان وبين تعبئته لك ودفعه إليك لتذهب به. ومن المعلوم أنه لم يدعك إلى هذا الطعام إلا لأجل وظيفتك، وهذه هي حقيقة هدايا العمال. وراجع في ذلك الفتويين: 109649، 8321.
ـ الثاني: أن مثل هذه الأماكن غالبا ما ترتبط بالمنكرات والآثام، والتكسب من هذه السبل لا يجوز شرعا، فالشبهة في حل هذا الطعام قائمة، وراجع لبيان ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 20169، 54504، 54828.
ولا يخفى أنه لا يمكن رد هذه الهدية بعد أكلها، فالذي ننصحك به أن تدفع لهذا الرجل قيمة هذا الطعام، فإن في ذلك ـ بجانب علاج ما وقع من خطأ ـ تعليما عمليا له بحرمة دفع الهدايا للعمال. فإن لم يتيسر ذلك فتصدق بقيمته تطهيرا لك.
والله أعلم.