الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أولاً أنه لا ينبغي لك أن تدعي الفائدة للبنك يتصرف فيها ويتقوى بها، بل تأخذينها وتصرفينها في مصالح المسلمين، وتدفعينها إلى الفقراء والمساكين، وما بيدك من تلك الفوائد تصرفينه كذلك، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 3705.
وأما إبقاؤك للمال في البنك الربوي فلا يجوز لك إلا إذا كنت لا تجدين وسيلة لحفظه غير تلك البنوك الربوية لانعدام البنوك الإسلامية، وأما إن كانت البنوك الإسلامية موجودة لكنها بعيدة من محل سكناك ونحوه فذلك لا يبيح لك ارتكاب الحرام وإيداع المال لدى البنك الربوي لما في ذلك من تقويته على الحرام وإعانته على الإثم الذي يرتكبه، وقد قال الله تعالى: وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}، واحتسبي خطواتك إلى البنك الإسلامي عند الله عز وجل؛ لأنك تركت الحرام وأقبلت على الحلال امتثالاً لأوامره سبحانه ووقوفاً عند حدوده، فلك في ذلك الأجر والمثوبة عنده متى احتسبت ذلك وابتغيت أجره، وللمزيد من الفائدة انظري الفتوى رقم: 129886، والفتوى رقم: 119657.
والله أعلم.