الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
ومنها: أن الاعتبار يكون بالذي يغلب وقوعه، لا بما يندر، والقاعدة في ذلك عند الفقهاء: العبرة بالغالب، والنادر لا حكم له. ومنها: أن الظنون الراجحة يجب العمل بها. وقد سبق تفصيل ذلك والجواب على سؤال يشبه السؤال الذي معنا. فراجع الفتوى رقم: 132017.
وبعض ما ذكره السائل في سؤاله غير مسلم به ومن ذلك:
قوله: (أثبتت الإحصائيات أن غالبية الناس هناك يستعملون النت غالبا للتعلم والعمل والتداوي والاتصال بالأقارب والتجارة الالكترونية والأخبار .. مع بعض الاستعمال المحرم) وقوله: (الضرر الذي سيلحق بالناس باستغنائهم على النت أكبر من النفع) !!
وهذا مخالف للمشهور من الإحصائيات الرسمية وغير الرسمية، ويكفيك أن تراجع رسالة (المواقع الإباحية على شبكة الإنترنت وأثرها على الفرد والمجتمع) للدكتور مشعل بن عبد الله القدهي، ففيها من أرقام ونسب الإحصائيات ما يقف له الشعر.
وهناك مطوية مختصرة من إعداد دار القاسم بعنوان: (عاجل جدا إلى مستخدم الإنترنت) فيها عدة وقفات مفيدة، ومنها الوقفة المتعلقة بالاستخدام السيئ للإنترنت، ومما جاء فيها: إن هذه الشبكة مع ما فيها من المنافع إلا أن أضرارها أكبر بكثير من منافعها، وسلبياتها كثيرة جدا جدا، وقد انتبه الكفار لهذه الأشياء حتى على مستوى أطفالهم والإدمان، يقضي الطفل الأمريكي من 6- 10 ساعات يوميا على الشبكة ... إن من أخطار الإنترنت: انتشار مقاهي الإنترنت، وحجم المخاطر التي تأتي منها كبير جدا.. وهذه بعض الأرقام التي تؤكد ذلك، يقول بعض القائمين على مقاهي الإنترنت: إن 70% من القادمين إلينا يأتون للتسلية المحرمة (اتصالات مع الأجنبيات، الاتصال على مواقع الفحش والرذيلة..). 85% من الأمريكيين يدخلون على مواقع إباحية 95% من الشباب في بعض الدول العربية يدخلون على المواقع الإباحية اهـ.
وأما أصل المسألة، وحكم العمل في مثل هذه المجالات والتكسب من ورائها، فقد سبق أن ذكرناه في عدة فتاوى، ومنها الفتويين رقم: 58474، 6075. وسيجد فيها السائل التفصيل من حيث حال المستخدم والعلم بكيفية الاستخدام.
والله أعلم.