الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يوفقك ويسددك، ثم اعلم أخي الكريم أن الاستخارة دعاء بلفظ وحال مخصوص، فلو استخار العبد محصلاً شروط الإجابة فلن يفعل إلا ما فيه خيره وصلاحه وعافيته، ولو لم يكن ذلك على وفق مراد نفسه، فإن محبة الإنسان للشيء لا تدل بالضرورة على صلاحيته، فلربما كانت مصلحة الإنسان في ما يكره ولكنه لا يدري، لأنه لم يطلع على الغيب، كما قال الله تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216}، وقال سبحانه: فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 121036.
وطالما أنك قد استخرت الله تعالى متجرداً ومتوكلا عليه، ثم أملت عليك ظروف عملك اختياراً معيناً، فإن شاء الله سيكون فيه الخير، ولا حرج عليك أن تكرر الاستخارة كنوع من الإلحاح في الدعاء، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 7234، والفتوى رقم: 7235... ثم نبشر السائل خيراً، فإنه كما ذكر يعول أمه وإخوته ومقدم على الزواج، وكل هذا من أسباب التيسير والعون من الله تعالى.
والله أعلم.