الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الخوارج لما خرجوا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه قالوا: لا حكم إلا لله. فقال علي رضي الله عنه: كلمة حق أريد بها باطل. رواه مسلم.
وهذا أصدق شيء في وصف العبارة المسئول عنها: ما بداخل الرأس أهم مما فوقه. فإنها وإن كانت حقا في ذاتها؛ لأن الشرائع مراتب، وبعضها أهم من بعض. ولكن ذلك لا يصلح أن يكون حجة لرد الأدنى وإهماله والإعراض عنه؛ إذ لا تعارض بينهما أصلا. وإنما مثل ذلك كمثل من ترك صيام رمضان، أو حج بيت الله الحرام، بحجة أن الصلاة أهم !! أو ترك الأمور الثلاثة بحجة أن الإيمان وصلاح القلب أهم !!! وكذلك هذه الكلمة إذا تفوه بها من تهمل الحجاب أو ترفضه. بخلاف ما إذا نصحنا من أصلحت ظاهرها بارتداء الحجاب، وهي تعتز به وتعظم أمره، فقلنا لها: لابد مع ذلك من إصلاح الباطن؛ فإنه أهم.
ومن جهة أخرى فلابد من التنبه إلى حقيقة الأمر، وهي أن ما فوق الرأس إنما هو تعبير صادق عن ما بداخله، ولا يمكن أن يصلح الباطن دون أن يظهر ويفيض على الظاهر صلاحا واستقامة. وإلى هذا أشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب. متفق عليه. وقد سبق لنا تفصيل هذا المعنى في الفتوى رقم: 117730.
ولمزيد الفائدة عن أصل موضوع الحجاب يمكن الاطلاع على الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 31910 ، 43905 ، 62220 .
والله أعلم.