الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمعيار الشرعي في اختيار الزوج: هو الدين والخلق ـ كما أرشد إلى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض.
رواه الترمذي وغيره، وحسنه الشيخ الألباني.
وبناء على ذلك، فإن كان الشاب المذكور متديناً ـ كما ذكرت ـ فلا نرى أن ترفضيه لمجرد كذبه عليك في بعض الأشياء لا سيما إن كان قد تاب من كذبه، لأن الإنسان لا يكاد يسلم من الأخطاء، وكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، كما جاء في الحديث الذي رواه ابن ماجه وغيره، وحسنه الشيخ الألباني.
والذي ننصحك به الآن هو أن تستشيري أهل الرأي والفضل وتقومي بالاستخارة الشرعية التي تقدم بيانها في الفتوى رقم: 971.
فقد قيل: ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار.
ثم افعلي ما انشرح له صدرك بعد الاستخارة ففيه الخير ـ إن شاء الله تعالى ـ واعزمي على اتخاذ القرار من غير تردد ولا تلتفتي إلى الأوهام والوساوس التي يلقيها الشيطان، قال الله تعالى: فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ.
{ آل عمران: 159 }.
وبخصوص الحلم الذي رأيت: فلا علم لنا بتفسيره ولا ندري هل هو صادق أم لا؟ مع التنبيه إلى أن الرؤيا لا يترتب عليها حكم شرعي، وأن الاستخارة لا تتوقف صحتها على حصول رؤيا بعدها، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 7235.
وعدم قبول الشاب المذكور لا يمكننا الجزم بعلته هل هي طبيعتك المترددة ـ كما ذكرت؟ أم أنه من تأثرك بالرؤيا المذكورة؟ أم غير ذلك؟.
والله أعلم.