الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يثيبك خيرا على استقامتك على أمر الله، وحرصك على الحجاب، ونسأله سبحانه أن يرزقكم العفو والعافية في دينكم وأهليكم، وأن يوفق زوجة أخي زوجك إلى حسن الخلق.
وإن كانت هذه المرأة تسيء إلى زوجك وأخيك، واتهمتك بما أنت بريئة منه فهي مسيئة بذلك وعاصية لربها، فنوصيكم بالصبر عليها، وينبغي أن تنصح برفق ولين، وأن يبين لها فضل حسن الخلق ومكانة معاملة الناس بالحسنى، ويمكن الاستعانة ببعض النصوص التي ضمناها فتوانا رقم: 55182.
فإن تابت إلى الله وأنابت فبها ونعمت، وإن استمرت على ما هي عليه فهجرها جائز إن رجي أن ينفعها الهجر أو خيف منها الضرر، وراجعي الفتوى رقم: 14139.
وقد يكون العفو والمسامحة في بعض الأحيان سببا في جرأة اللئيم على التمادي في غيه، ومع هذا فإننا ننصحك بصلتها والاتصال بها واحتسبي الأجر من الله تعالى، فقد يكون وصالك لها سببا لانقلاب العداوة إلى صداقة كما في نص التنزيل.
قال ابن القيم في بدائع الفوائد وهو يبين الأسباب التي يندفع بها شر الحاسد: السبب التاسع: وهو من أصعب الأسباب على النفس وأشقها عليها، ولا يوفق له إلا من عظم حظه من الله وهو طفي نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحسان إليه. فكلما ازداد أذى وشرا وبغيا وحسدا ازددت إليه إحسانا، وله نصيحة وعليه شفقة. وما أظنك تصدق بأن هذا يكون فضلا عن أن تتعاطاه فاسمع الآن قوله عز وجل: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ {فصلت:34-35}... إلى آخر كلامه الجميل في هذا، فمن أراد المزيد فيمكنه مراجعته. وراجعي في فضل العفو وثمراته الفتوى رقم: 27841.
والله أعلم.