الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالوالد ـ أبا كان أو أما ـ له مكانته التي بوأه إياها الشرع، فأوجب بره والإحسان إليه، وحرم عقوقه والإساءة إليه، فلا تجوز الإساءة إليه بحال، فيجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا مما وقع منك مع أبيك وأن تطلب منه مسامحتك، فشجارك معه ورفعك صوتك عليه من أعظم العقوق وكبيرة من كبائر الذنوب، وراجع الفتوى رقم: 145413.
وقد كان الواجب عليك ـ أيضا ـ أن تكف عن هذا الشجار برا بأمك وإرضاء لها خاصة وأنك قد رأيتها تترجى أباك ليكف عن الشجار وأنك تعلم أن الشجار بينكما يؤثر على صحتها، لكن بما أنك لا تقصد الإضرار بها، فنرجو أن لا تؤاخذ بما حدث لأمك، ونوصيك بالاستمرار في برها بالدعاء والاستغفار لها ونحو ذلك من صالح الأعمال، فإن بر الوالدين باق ولو بعد موتهما، ولمعرفة كيفية ذلك راجع الفتوى رقم: 7893.
وبخصوص عدم التوفيق في أمر الرزق فقد يكون سببه دعوة أمك، وقد لا تكون هي السبب، وعلى كل فعليك بالاجتهاد وبذل الأسباب والاستعانة بالله تعالى، وانظر الفتوى رقم: 144743.
وأما أخذ الأب من مال ولده فمقيد بشروط ذكرها أهل العلم، ومن ذلك أن لا يكون في أخذها إضرار بالولد وإجحاف به، فيمكنك مطالعة الفتوى رقم 46692.
ومهما أمكن الولد مساعدة أبيه والاستجابة لطلبه والصبر عليه كان أولى وربما كان ذلك سببا في أن يفتح عليه أبواب رزقه.
وننصح الآباء بأن لا يثقلوا على أولادهم في الطلبات وينبغي التعاون والتفاهم في إطار الأسرة الواحدة.
والله أعلم.