الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالهجرة من بلاد الكفر واجبة على من عجز عن إقامة شعائر دينه، أو خشي على نفسه الفتنة. وقد سبق لنا بيان ذلك مع ما يترتب على السكنى بين ظهرانيهم من محاذير جسيمة ومخاطر عظيمة في الفتوى رقم: 2007.
فإن لم يكن السائل مستطيعا لترك هذه الديار لأمر خارج عن طاقته، فلا حرج عليه أن يدعو بالدعاء المستفاد من قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي. متفق عليه.
قال النووي: فيه التصريح بكراهة تمني الموت لضر نزل به من مرض أو فاقة أو محنة من عدو أو نحو ذلك من مشاق الدنيا، فأما إذا خاف ضررا في دينه أو فتنة فيه فلا كراهة فيه؛ لمفهوم هذا الحديث وغيره، وقد فعل هذا الثاني خلائق من السلف عند خوف الفتنة في أديانهم. اهـ.
ومن دعوات السنة المأثورة: اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون. رواه الترمذي وصححه الألباني.
وأما ما يتعلق بفتنة النساء ووسائل تجنبها فيمكنك الاطلاع على الفتويين رقم: 36423، 117590 وما أحيل عليه فيهما.
كما ننصح بسماع محاضرة (صراع مع الشهوات) للشيخ المنجد، وقد فُرِّغت في رسالة مطبوعة. وكلاهما متوفر على الشبكة العنكبوتية.
والله أعلم.