الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
ففي سؤالك نوع من الصعوبة في فهمه بسبب الأسلوب الذي استخدمت، والذي يبدو منه هو أن أمك لم توافق على ذهابك إلى المدرسة، أو لم توافق على ذهابها معك لحضور الحفل وأنك ذهبت من غير علمها مع عمتك بأمر من والدك، وعندما علمت أمك صارت تدعو عليك وأنك تخافين أن يستجاب هذا الدعاء، ونقول في الجواب على ذلك إن طاعة الوالدين من أهم مهمات الدين وقربة من أعظم القربات إلى الله رب العالمين وراجعي في فضل بر الوالدين وبر الأم خاصة الفتوى رقم: 58735.
وقد أحسنت بسعيك في إرضاء أمك بعد غضبها عليك ونسأل الله تعالى أن يوفقك إلى كسب رضاها، وعليك بالإكثار من دعاء الله تعالى أن يلين قلبها تجاهك واستعيني عليها بكل من يمكنه إقناعها، ولكن إن لم يكن لأمك غرض صحيح في منعها لك من الذهاب لحضور الحفل بالمدرسة فنرجو أن لا يكون عليك إثم في مخالفتها في ذلك، وراجعي ضوابط طاعة الوالدين بالفتوى رقم: 76303.
وأما بالنسبة لدعائها عليك، فنقول فيه أولا إن دعاء الأم على أولادها لا يجوز أصلا، لأن الشرع قد نهى عن ذلك، كما بيناه في الفتويين رقم: 52971، ورقم: 79076.
وإذا حصل هذا الدعاء في ساعة غضب، أو بغير وجه حق فنرجو أن لا يستجاب لها فيه، ويمكنك أن تطالعي في ذلك الفتويين رقم: 136410 145149.
والله أعلم.