الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق بيان معنى الباءة وذلك بالفتوى رقم: 155385 فلتراجع. ومما لا شك فيه أن تكاليف الزواج قد تختلف من عصر إلى آخر، وهذا في حد ذاته لا إشكال فيه، ولكن البلية كل البلية في المغالاة في هذه التكاليف بحيث يصبح غالب شباب الأمة عازفا عن الزواج، فتكثر الفتن ويشيع الفساد كما هو واقع الحال، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والنبي صلى الله عليه وسلم قد بين أن يسر مؤنة الزواج من أسباب البركة فيه، فينبغي للعقلاء والفضلاء من الناس أن يسعوا دائما في هذا السبيل لينتشر العفاف، ويحصل الإحصان لشباب المسلمين وفتياتهم. ولمزيد الفائدة نرجو مراجعة الفتويين: 3074 - 30033.
وأما معنى آية سورة الإسراء فقد بيناه بالفتوى رقم: 46903، والإعراض عن الزواج خوفا من إنجاب الأولاد وتحمل رزقهم مذموم شرعا، ويدل على ضعف اليقين بفضل الله تعالى، وفيه شبه بأمر أهل الجاهلية المذكور في الآية الكريمة . وأما من لم يتزوج بسبب عدم قدرته على مؤنة الزواج فلا حرج عليه، ولا تشمله هذه الآية. وراجع الفتويين التاليتين : 7863 ،15577
والله أعلم.