الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان حال والدكم ما ذكرتم فقد جمع جملة من الشرور وكبائر الذنوب، ومن ذلك:
أولا: ترك الصلاة والتي هي أفضل الأعمال والصلة بين العبد وربه، فتركها من الخطورة بمكان، وراجع الفتوى رقم: 1145.
ثانيا: ترك الصوم، وتعمد الفطر في رمضان بغير عذر إثم عظيم كما بينا بالفتوى رقم: 12069.
ثالثا: شرب الخمر، وهي أم الخبائث وأصل الشرور، وراجع فيها الفتوى رقم: 35460.
رابعا: الظلم بالميل لإحدى زوجاته دون الأخريات، وقد ورد في هذا وعيد شديد في السنة النبوية يمكن مطالعته بالفتوى رقم: 60825.
خامسا: تفريطه في حق أولاده بعدم الإنفاق عليهم، وكفى هذا إثما، هذا بالإضافة إلى ما ذكر من عرض بناته للرجال لكسب المال، وفي هذا من عدم الحياء والدياثة ما لا يوصف، وانظر الفتويين: 80563 - 25339.
ولا يجوز لأي من بناته طاعته في مثل هذا، فلا طاعة لمخلوق في معصية الله تعالى، وكسب المال من هذا الطريق سحت. وراجعي الفتوى رقم 10868.
ومع كل هذا فمن حق الوالد على ولده بره والإحسان إليه وطاعته في المعروف، فإساءته لا تسقط شيئا من ذلك، وراجع الفتوى رقم 111450.
ومن أعظم الإحسان إليه السعي في هدايته ونصحه برفق وبأسلوب حسن وتذكيره بالله تعالى وتخويفه من النار، وعليكم الاستعانة عليه بالله عز وجل أولا ثم بالعلماء والفضلاء من الناس وبكل من ترجون أن يكون له تأثير عليه.
وإن غلب على ظنكم أن يكون مصابا بشيء من السحر أو المس ونحوه فينبغي رقيته بالرقية الشرعية، وتراجع في علاج السحر الفتوى رقم: 5252.
وننبه إلى أنه إذا فرط الزوج في نفقة زوجته وأولاده وأمكن الحصول على مال له جاز أخذ هذه النفقة من غير علمه كما بينا بالفتوى رقم: 19453.
والله أعلم.