الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننبه إلى أنّه لا ينبغي التسرع والمبالغة في نسبة ما يعرض للإنسان من المشكلات إلى تأثير السحر ونحوه، وإنما ينبغي النظر في الأسباب الظاهرة للمشكلات والسعي في علاجها بالوسائل المشروعة، وإذا كانت هناك دلائل ظاهرة على وجود سحر أو مس فعلاجه ميسور بإذن الله تعالى بالمحافظة على الأذكار والرقى المشروعة مع التوكّل على الله، و راجع في ذلك الفتاوى التالية أرقامها : 2244، 10981، 3273، 71554، 24972
واعلم أن كل ما يقع في الكون فهو بقدر الله تعالى، لكن الإيمان بالقدر لا ينافي الاجتهاد في الأسباب المشروعة، فالأسباب مقدرة على العبد، ففي سنن الترمذي: قلت يا رسول الله أرأيت رقى نسترقيها ودواء نتداوى به وتقاة نتقيها هل ترد من قدر الله شيئا ؟ قال هي من قدر الله.
قال الغزالي : فإن قلت فما فائدة الدعاء والقضاء لا مرد له؟ فاعلم أن من القضاء رد البلاء بالدعاء، فالدعاء سبب لرد البلاء واستجلاب الرحمة كما أن الترس سبب لرد السهم والماء سبب لخروج النبات من الأرض.." إحياء علوم الدين.
فاحرص على الأخذ بالأسباب المشروعة وتوكل على الله وأحسن الظن به وأكثر من الدعاء بإلحاح فإن الله قريب مجيب.
والله أعلم.