الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد يكون هذا نوعا من البلاء يمتحن الله به صبرك، ولله عز وجل في ابتلائه عباده حكم كثيرة، ومنها معرفة الصابرين من غيرهم، ولمعرفة معنى الابتلاء وحكمته راجع الفتويين رقم: 104107، ورقم: 37968.
وعليك بالاستمرار في الدعاء وحسن الظن برب الأرض والسماء، فإنه سبحانه لن يخيب لك رجاء إن صدقت في الرجاء. ولمزيد الفائدة انظر الفتوى رقم: 119608، وهي عن آداب الدعاء.
ونوصيك بالاستمرار في البحث عن ذات الدين والخلق فإنها أرجى لأن تعرف لزوجها حقه عليها وأن تطيع ربها فيه وتكون عونا له في تربية الأولاد على الخير، ولذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
ولا يلزم أن يكون عدم التوفيق إلى الزواج طلبك ذات الدين، كما أنه ليس عيبا أن يتأخر الزواج بسبب هذا الطلب العزيز فنعم الطلب هو، فلا تعجل إذن في الزواج من امرأة غير محجبة، فإنها إن رفضت الحجاب بعد الزواج بقيت بين أمرين أحلاهما مر: أن تطلقها، أو أن تبقيها في عصمتك على هذا الحال فتفسد عليك دينك ودنياك.
فعليك بالصبر والاستمرار في البحث عن المرأة الصالحة مع الاستعانة بالله أولا ثم بالخيرين من الناس، وستصل إلى مرادك إن شاء الله.
والله أعلم.