الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمقصود بالجلباب من الناحية الشرعية واللغوية: الثوب الواسع الذي يستر جميع البدن، سواء كان ملحفة أو عباءة أو ملاءة، فالشرع لم يعين للمرأة نوعاً من اللباس، بل أي لباس تحقق فيه وصف الستر بتوفر الشروط الواجب توفرها فيه، فهو حجاب شرعي، كما سبق بيانه في الفتويين رقم: 22618، ورقم: 140962.
وراجعي في بيان الشروط الواجب توفرها في لباس المرأة الفتوى رقم: 6745.
وأما ما ذكرت الأخت السائلة من خوفها من وصف النفاق أو الرياء، فهذا الخوف نفسه يبعد عنها هذه التهمة، قال البخاري في صحيحه: باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر.
وقال إبراهيم التيمي: ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مكذبا.
وقال ابن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل.
ويذكر عن الحسن: ما خافه إلا مؤمن ولا أمنه إلا منافق. اهـ.
وأما بالنسبة للباس الذي تراه السائلة أستر عند ركوب المواصلات وأستر في الحركة بشكل عام ... فعليها أن تبادرإلى لبسه ولا تبالي بوساوس الرياء ومراعاة نظر الناس، فهذا مدخل من مداخل الشيطان على المؤمن، فيخوفه من الرياء ليدع ما هو أحب إلى الله وأقرب إلى الصواب.
والله أعلم.