الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان ما ذكرت هو واقع تصرفات زوجتك معك فهي امرأة ناشز، وقد جعل الشرع خطوات لتأديب الناشز ليس الطلاق أولها، ويمكنك أن تطالع فيها الفتوى رقم: 1103. ننصحك باتباع هذا العلاج الرباني معها، فإن رجعت إلى صوابها فذاك وإلا فقد يكون الأفضل أن تطلقها، فلا خير في البقاء مع زوجة لا تعرف لزوجها حقه عليها وما جعل الله له من القوامة عليها، قال تعالى:الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ{النساء:34}، ثم إنه لا ينبغي للزوج أن يبقي في عصمته زوجة سيئة الخلق، وقد أرشد إلى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانظر الفتوى رقم: 113289.
وننبه في الختام إلى بعض الأمور:
الأمر الأول: أن الراجح من أقوال الفقهاء أنه يجب على الزوجة خدمة زوجها بما جرى به العرف، وسبق لنا بيان ذلك بالفتوى رقم: 136085. وأما خدمة ولده فقد نص بعض الفقهاء على عدم وجوبها عليها، وراجع الفتوى رقم: 180101.
الأمر الثاني: ليس من حق الزوجة طرد أم الزوج أو أي من أقاربه من بيت زوجها. وهذا التصرف منها يتنافى مع حسن معاشرة الأصهار.
الأمر الثالث: ينبغي لأهل الزوجة حضها على طاعة زوجها لا العكس، ففي ذلك تخبيب لها على زوجها وإفسادها عليه، وهذا أمر محرم.
الأمر الثالث: لا يجوز للزوجة التصرف في أثاث بيت الزوجية الذي لا تملكه، فإن فعلت كانت ظالمة. وهذا ما لم يكن قد منعها نفقتها الواجبة، فلها حينئذ أن تأخذ مما عثرت عليه من ماله بالمعروف من غير زيادة، وتراجع الفتوى رقم: 22917.
والله أعلم.