الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فباب التوبة مفتوح ما لم يغرغر العبد حتى تطلع الشمس من مغربها, ومهما عظم الذنب أو تكرر ثم تاب العبد منه فإن الله عز وجل يقبل توبته، بل إن الله يفرح بتوبة العبد, ويحب التوابين, ويبدل سيئاتهم حسنات، والتوبة تكون: بالإقلاع عن الذنب, والندم على فعله, والعزم على عدم العود إليه, مع الستر وعدم المجاهرة بالذنب، فالواجب عليك أن تبادر بالتوبة إلى الله.
وإذا كنت قد حنثت في أيمانك ولم تكفر عنها فعليك التكفير عن هذه الأيمان، وانظر الفتوى رقم: 2022، والفتوى رقم: 32708.
وأما كون ما يقع لك عقوبة من الله أو ابتلاء: فعلم ذلك عند الله، لكن على أية حال فإنه إذا نزلت المصائب على العبد أو شعر بعدم التوفيق في بعض الأمور، فعليه أن يتهمّ نفسه ويراجع حاله مع الله، فإنّه لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة، قال ابن القيم: " ومن عقوبات الذنوب أنها تزيل النعم وتحل النقم, فما زالت عن العبد نعمة إلا لسبب ذنب، ولا حلت به نقمة إلا بذنب "
فعليك مراجعة نفسك, وتجديد التوبة من كل الذنوب, والحرص على أداء الفرائض واجتناب المعاصي الظاهرة والباطنة، وأكثر من الذكر والدعاء, فإن الله قريب مجيب.
والله أعلم.