الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله على أنك علمت أن تلك الهواجس التي داخلتك أولاً حول الطلاق ليست طلاقًا وإنما هي وسواس من الشيطان، وفتوى الشيخ التي ذكرت لم تصادف المحل؛ لأن موردها فيمن تحقق أصل الطلاق وشك في عدده، لا فيمن يعتريه الشك في أصل الطلاق؛ إذ من حاله كذلك لا يلزمه شيء، إذ كل ما ثبت بيقين لا ينتفي إلا بيقين مثله.
وللفائدة راجع الفتويين الآتيتن: 96797 - 44565 .
وأما قولك: (نعيش مع بعضنا, نربي الأولاد, ولا ننام مع بعضنا) فلا يلزمك فيه طلاق؛ لأنك أولاً لم تقصد به إنشاء الطلاق، وإنما أردت حلاً لهذه المشكلة لما لم تتمكن من معرفة حقيقة ما صدر منك، وثانيًا لحكم الوساوس القهرية التي أنت مصاب بها في هذا الصدد كما يبدو بجلاء من هذا السؤال ومن الآخر، والموسوس في الطلاق ليس كغيره، وراجع الفتوى رقم: 183859، وما أحيل عليه فيها.
وبالجملة: فقد بينا ضابط الكناية التي تعتبر معها النية في الطلاق، في الفتويين التاليتين: 159621 - 78889 فراجعهما.
والله أعلم.