الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أجبناك عن هذا السؤال مسبقًا في الفتوى رقم: 181113.
وإنما زدت في هذا السؤال زيادة تفاصيل, ونزيدك إيضاحًا فنقول لك: إن الكذب حرام, ولا يجوز التوصل به إلى العمل, وإن الله قد تكفل برزق كل دابة على وجه الأرض, وما عند الله لا ينال إلا بطاعته, وإنما يختبر الله العبد في تضييق رزقه عليه؛ ليعلم مدى صبره في هذا الامتحان والابتلاء, فمن رضي فله الرضى, ومن سخط فعليه السخط.
وعليه؛ فننصحك أولًا بالتوبة إلى الله من كل كذبة أو ذنب قدمته, وإذا وجدت من الآن فصاعدًا عملًا فأخبرهم بكل صدق عما معك من مؤهل أو خبرة, وتذكر قول الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا {الطلاق:2-3}.
وأكثر من الاستغفار, فهو من أسباب جلب الرزق, وتكفير السيئات، وجلب رضى رب الأرض والسموات, قال تعالى: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا{نوح:10-12} وقال صلى الله عليه وسلم: من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجًا، ومن كل هم فرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب. رواه أحمد وأبو داود والحاكم, وقال: صحيح الإسناد.
فلازم تقوى الله عز وجل, وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم:ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تأخذوه بمعصية الله، فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته. رواه البزار ، وصححه الألباني.
وفي الحديث: إنك لن تدع شيئًا لله عز وجل إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه. رواه الإمام أحمد وصححه الأرناؤوط والألباني, وللفائدة انظر الفتويين: 16676. 163597.
والله أعلم.