الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يكشف عنكم الهم والغم والسقم وأن يشفي أمكم وأن يصرف عنكم كل بلاء الدنيا والآخرة إنه سبحانه ولي مجيب، أما بخصوص ما يتعلق بتشخيص حالة هذه الأم: فليس لدينا في ذلك ما نجزم به، وفي الجملة نرى أن التماس العلاج مطلوب بكل ما هو مشروع من الأسباب الحسية والمعنوية كالرقية والدعاء، أما بخصوص بر هذه الأم: فهو حق متقرر لا يسقطه الحرج الحاصل منها والصبر على أذاها بقدر الطاقة واجب، فلا يجوز أن تسيئوا إليها، بل ينبغي أن تتفهموا حالها وأن تحسبوا لتأثير المرض حسابه فلا تضجروا منها ولا تصرخوا في وجهها وحاولوا كفها بالتي هي أحسن مما تهم به من الإساءة إلى الغير، ولكم الأجر عند الله تعالى فلا يضيع الله أجر من أحسن عملا، ولنا في هذا المعنى فتاوى راجع منها الفتاوى التالية أرقامها: 177997، 172931، 104617.
ونكمل هذا بالتنبيه إلى أمور منها:
1ـ واجب تذكير هذه الأم بأداء الصلاة وتوجيهها إلى ذلك وتحذيرها شؤم تلك المعصية، فذلك من أبر البر بها، فإن شأن الصلاة عند الله تعالى عظيم، وفي الفتوى رقم: 6061، بعض ما يستعان به في ذلك المعنى.
2ـ ليس لك أن تطيع أمك إذا حاولت صدك عن أداء الصلا ة في الجماعة أو أمرتك باقتراف أي ذنب، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وراجع الفتويين رقم: 122782، ورقم: 107770.
3ـ ليس في تعاملك مع أمك ما يوجب الشرك، أما العقوق فإن عاملتها وفق ما سلف بيانه تسلم منه، وملخص المطلوب: أن عليك أن تبرها وتطيعها وتحسن إليها ما استطعت وتوجهها إلى ما فيه صلاح دنياها وأخراها، وإذا أمرتك بمعصية أو صدتك عن طاعة فلا تجارها في ذلك واصرفها عنه بالتي هي أحسن.
وأخيرا نرشد السائل إلى طرح الحالة الصحية لهذه الأم على قسم الاستشارات من هذا الموقع فسيجد عندهم التشخيص والتوجيه النافع ـ بإذن الله تعالى ـ وللفائدة راجع الفتوى رقم: 62260.
والله أعلم.