الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت الأولى هذه ذات دين وجمال، فاستخر الله تعالى في أمرها، وأقدم على الزواج منها، فمثلها أحرى لأن تتحقق معها مقاصد الشرع من الزواج في العفاف، واستقرار الأسرة ونحو ذلك. ولا بأس بأن تكرر الاستخارة عند الحاجة لذلك. ولا ينبغي التعويل على الرؤيا وحدها، بل الأولى - بعد الاستخارة - المضيُّ في الأمر، فإن أتمه الله كان فيه الخير، وإن لم يتيسر دل ذلك على أنه ليس فيه الخير لك. فعلى المرء أن يرضى ويسلم. وراجع الفتوى رقم :160347 والفتوى رقم: 139649. وأما الأخريتان فلا تخبرهما بما كنت تنوي من خطبتهما، وإن كنت قد أخبرتهما، فاعتذر لهما.
وننبه هنا إلى أن المسلم عليه أن يكون حذرا في تعامله مع النساء اللاتي ليس محرما لهن، وليقتصر في مخاطبتهن بما تدعو له الحاجة فقط بالضوابط الشرعية المعروفة، ولا يترك للشيطان سبيلا إليه.
وبخصوص الرؤيا الصادقة، فإنها علامة خير ومن المبشرات بالنسبة للمؤمن المستقيم، كما سبق وأن بينا بالفتوى رقم: 49408.
وقد جاءت السنة بتوجيه نبوي طيب في هذا الصدد وهو أن من رأى رؤيا يحبها لا يخبر بها إلا من يحب، وسبق بيان ذلك بالفتوى رقم: 132181.
وقد قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري مبينا حكمة هذا النهي: الحكمة فيه أنه إذا حدث بالرؤيا الحسنة من لا يحب قد يفسرها له بما لا يحب إما بغضا، وإما حسدا، فقد تقع عن تلك الصفة، أو يتعجل لنفسه من ذلك حزنا ونكدا، فأمر بترك تحديث من لا يحب بسبب ذلك. اهـ.
والله أعلم.