السؤال
لا أؤمن بالحب قبل الزواج, وكنت دائما أقول إني سأحب من أتزوج, فقد رأيت كيف يتألم العشاق إذا لم يحدث الزواج, فعاهدت نفسي أن أحب زوجتي فقط، ورأيت قبل 18 شهرا بنتا, تعلق بها قلبي, وأردتها زوجة ليمنذ خمسمائة ليلة وأنا أحلم إنها هي زوجتي, واقترح أهلي علي الزواج من غيرها ممن هن أحلى منها وأغنى, لكني كنت أرفض فقد رأيت فيها الزوجة التي أحلم بها.
قبل يومين صليت صلاة الاستخارة بشأن زواجي من هذه الفتاة, فهناك بعض الأمور التي تجعلني مترددا, ولم أكن أريد أن يتم الزواج فقط على أساس حبي لها, كي لا أندم وأكون قد آذيتها، صليت الاستخارة وما أن وصلت إلى عبارة اصرفني عنه وأصرفه عني حتى كأن حبي لها قد طار من قلبي! الآن أشتاق لحبها.. أمضيت ليالي طويلة أحلم بها كزوجة, وأنا افتقد حبها أشهد أن الخير فيما اختاره الله, لا أعتراض لكني أفتقد حبها.. وفكرت أني ربما أعيد الاستخارة، هل يجوز أن أعيد الاستخارة لهذا الأمر، يكاد شوقي إلى حبها يقتلني.. ما انتظرت جوابا كانتظاري لجوابكم لهذا الأمر؟ جزاكم الله خيراً وبارك الله لنا فيكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فننبه أولاً أن محبة غير الزوجة منه ما هو غير مؤاخذ به كمحبة الرجل امرأة بمجرد نظر الفجأة مثلاً ثم يعف عنها حتى يتزوجها، ومنه ما هو محرم كتبادل الحب بين رجل مع امرأة لا تحل، له وراجع في ذلك الفتوى رقم: 5707.
وبخصوص الاستخارة فيجوز لك تكرارها، إلا أنه لا داعي لذلك إذا انشرح صدرك بعدها لعدم الزواج بتلك الفتاة ففي الموسوعة الفقهية: قال الحنفية، والمالكية، والشافعية: ينبغي أن يكرر المستخير الاستخارة بالصلاة والدعاء سبع مرات، لما روى ابن السني عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أنس إذا هممت بأمر فاستخر ربك فيه سبع مرات، ثم انظر إلى الذي يسبق إلى قلبك فإن الخير فيه. ويؤخذ من أقوال الفقهاء أن تكرار الاستخارة يكون عند عدم ظهور شيء للمستخير، فإذا ظهر له ما ينشرح به صدره لم يكن هناك ما يدعو إلى التكرار. انتهى.
إلا أنه يجوز لك أن تفعل بعد الاستخارة ما لم ينشرح له صدرك، وهو الزواج بتلك الفتاة، لأنك إذا فعلت الاستخارة الشرعية فما تفعله بعدها هو الخير إن شاء الله تعالى، كما سبق في الفتوى رقم: 80674.
والله أعلم.