الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت بتوبتك إلى الله تعالى من سب الدين الذي هو كفر برب العالمين، وقد أصبت حين فارقت أصدقاء السوء، ونوصيك بالحرص على صحبة الأخيار، فهم كنز من كنوز الخير، يذكرونك إذا نسيت، ويعينونك إذا ذكرت، واحرص على اجتناب مواطن الفتن، لئلا يتخذ أعداؤك ذلك سلما للطعن فيك، وراجع الفتويين رقم: 24857، ورقم: 55903.
وقد سبق أن بينا أقسام الحب قبل الزواج وحكم كل قسم فراجع الفتويين رقم: 4220، ورقم: 33115.
والحاصل هو أن من وقع في قلبه حب امرأة وعف عن الوقوع معها في الحرام فلا إثم عليه، فالواجب عليك الحذر من النظرة المحرمة أو المحادثة لغير حاجة، فإن ذلك ربما كان وسيلة إلى ما هو أعظم، وإذا كانت هذه الفتاة ذات دين وخلق فتقدم لخطبتها والزواج منها، وإن لم يتيسر لك الزواج منها فاصرف قلبك عنها وابحث عن غيرها، وعليك بنصح هؤلاء الشباب وتذكيرهم بالله تعالى وبخطورة الخوض في أعراض المسلمين، ويمكن الاستعانة ببعض النصوص المذكورة بالفتوى رقم: 74778.
وننبه إلى خطر التفريط في الصلاة وعدم المحافظة عليها في وقتها، بل من العلماء من ذهب إلى أن من ترك صلاة واحدة تهاونا حتى خرج وقتها ـ لغير عذر ـ خرج من ملة الإسلام، فانتبه لهذا واحرص على المحافظة على الصلاة في وقتها ومع جماعة المسلمين، وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 3830، 1145، 28664.
وفي الختام نوصيك بالحرص على ملء وقتك بما ينفعك من أمر دينك ودنياك، وأن تكثر من ذكر الله وتلاوة القرآن وتحرص على العلم النافع، وأعرض عن هؤلاء الجاهلين، وكف لسانك عن السباب والكلام الفاحش البذيء، وتمثل قول الشاعر:
إذا سبني نذل تزايدت رفعة * وما العيب إلا أن أكون مساببه.
وقول الآخر:
لو كل كلب عوى ألقمته حجرا * لأصبح الصخر مثقالا بدينار.
والله أعلم.