الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنحن نفتي في موقعنا هذا بما أفتاك به الأول من أنه لا حرج في مواقع التعارف من أجل الزواج إذا كانت منضبطة بالضوابط الشرعية، وكان القائمون عليها موثوقين ويقومون بالرقابة عليه ومنع ما يمكن أن تكون فيه مخالفة لأحكام الشرع وآداب الدين، فراجعي فتوانا رقم: 7905.
والتنقل بين المفتين لا حرج فيه إن لم يكن بقصد تتبع الرخص، كما سبق وأن بينا في الفتوى رقم: 134759.
فلست آثمة إن لم يكن رجوعك للعالم الثاني بالقصد المذكور، وعهد الله يمين على الراجح من أقوال الفقهاء، كما بينا في الفتوى رقم: 164141.
فلو قدر لك الرجوع للدخول إلى الموقع لزمتك كفارة يمين، إلا إذا كان العهد قد صدر بناء على خوفك من أن يكون الدخول إلى الموقع محرما وتبين لك أنه جائز، فلا يقع الحنث ولا تلزمك كفارة في هذه الحالة، وراجعي للأهمية الفتويين رقم: 35705، ورقم: 2022.
والزواج من خلال التعارف عن طريق الأنترنت لا يخلو من مخاطر، لا سيما وأن الفتاة قد لا يكون بإمكانها التعرف على حقيقة صفات من يتقدم لخطبتها، وما إن كان صاحب دين وخلق، ومن هنا فالأولى البحث عن سبيل غير هذا السبيل، وإذا لم يكن من هذا السبيل بد فلتتحر الفتاة فيمن ترغب فيه زوجا، وهذا الرجل الذي ذكرت أنه مصاب بالصدفية ـ وهو مرض جلدي غير معد كما ذكر أهل الاختصاص ـ إذا غلب على الظن أنه مرضي الدين والخلق فلا بأس في أن تعرضي نفسك عليه للزواج منك. وراجعي الفتوى رقم: 18430.
والله أعلم.