الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يتوب عليك، وأن يكشف غمك، ويفرج كربك، ويتقبل صالح عملك، وبعد:
فعلاج ما أنت فيه إنما هو بالتوبة النصوح، فالله عز وجل يغفر الذنوب جميعًا، إنه هو الغفور الرحيم، وإذا كان الله عز وجل لا يحبط عمل المرتد إذا تاب وأسلم، فمن باب أولى ما دون الشرك من الكبائر - كالربا - ولأحمد بن عطاء الله السكندري كلمة نافعة في هذا المقام إذ يقول: لا يعظم الذنب عندك عظمة تصدك عن حسن الظن بالله، فإن من عرف ربه استصغر في جنب كرمه ذنبه. اهـ
وإذا تبت من ذنبك تاب الله عليك، والندم توبة.
وأما الاقتراض بالربا لشراء بيت: فلا يحل إلا لمضطر، سواء كان في بلاد الإسلام أو بلاد الكفر.
وإذا وقع أن ارتكب المسلم هذا الذنب: فتطهره التوبة - كما تقدم - ولا تأثير لهذا القرض على عباداتك من حيث القبول وعدمه.
والبيت الذي اشتريته بالقرض الربوي: لا يحرم عليك الانتفاع به؛ لأن الربا تعلق بذمتك لا بعين المال، وهو ما حررناه في عدد من الفتاوى، فانظر مثلًا: 114150، 49952، 112198، 134289.
ولا يخفى على المسلم الغيور على دينه، وأهله، وأولاده ما في الإقامة في مثل البلدة التي أنت فيها، وعامة بلاد الكفر من الخطر على الدين، والقيم، والأخلاق؛ فننصحك بالإقامة في بلاد أهل الإسلام؛ صيانة لدينك، وأهلك، وأولادك، وللمزيد في بيان حكم وخطر الإقامة في بلاد الكفار انظر الفتويين: 130390، 18462.
والله أعلم.