الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يتوب عليك توبة نصوحاً، وليس من شك في أنك قد ارتكبت ذنبين كبيرين -والعياذ بالله- ولكن رحمة الله وسعت كل شيء، والتوبة إذا استوفت شروطها تجعل مرتكب الذنب كمن لا ذنب له. وقد تكلمنا عن التوبة من الزنا بالفتويين: 132007، 139721، وبه تعلم أنه لا يشترط البكاء في قبول التوبة، كما قدمنا بالفتوى رقم: 61613.
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة، الفتوى رقم ( 14341 )
س: سمعت في أحد الشرائط الإسلامية من أحد الشيوخ أنه يجب على المسلم أن يجلس في ساعة خلوة مع ربه ويدعو فيها بالتوبة.
وإذا بكت العيون، وفاضت من الدموع، فيعرف أن الله تقبل منه التوبة، وإذا لم يبك فإن الله لم يتقبل منه، فهل هذا صحيح؟ جزاكم الله خيرا.
ج: البكاء وجـلاً من الله وخوفـًا منه، وخشوعًا له سبحانه، وإخباتًا له، من صفات المؤمنين الصادقين، وقد أثنى الله على الباكين من خشيته، فقـال تعـالى: وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْـزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ. وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عينان لا تمسهما النار أبدا: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله. لكن لا يشترط في صحة التوبة البكاء، وإنما شروطها الإقـلاع من الذنب، والندم والعزم على عدم العودة إلى المعصية، وإذا كـان حقًّا لآدمي رده إليه.
وتكلمنا عن التوبة من اليانصيب بالفتوى رقم: 111423فراجعها.
ثم اعلم أن الإقامة في بلاد الكفر لا تجوز إلا في حالات معينة، وبضوابط مبينة ذكرناها في الفتوى رقم: 2007. ونسأل الله لك العافية.
والله أعلم.