الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن سلك أدب الحوار في الإسلام مع الوالدة من اللين والتلطف، وخفض الصوت والجناح، وتجنب من موضوعات الكلام ما تكرهه، ومن أساليب الحوار ما يثيرها، فلا إثم عليه إن بدر منه ما يسوؤها بغير قصد الإساءة؛ لدخوله في البادرة المعفو عنها في قوله تعالى: رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا {الإسراء:25}، كما قال ابن جبير: يُرِيدُ الْبَادِرَةَ الَّتِي تَبْدُرُ، كَالْفَلْتَةِ وَالزَّلَّةِ، تَكُونُ مِنَ الرَّجُلِ إِلَى أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدِهِمَا، لَا يُرِيدُ بذلك بأسًا، قال الله تعالى: (إِنْ تَكُونُوا صالِحِينَ) أَيْ: صَادِقِينَ فِي نِيَّةِ البر بالوالدين، فإن الله يغفر البادرة. اهـ من الجامع لأحكام القرآن للقرطبي.
وعليه، أن يسترضيها بعد ما بدر منه، فإن رضاها من رضا الله، كما ذكرناه في الفتوى رقم :66594، وللمزيد في أدب الإسلام في حوار الأم تنظر الفتوى رقم: 170355.
والله أعلم.