الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيحتمل أن تكون القطرة أصابت المنشفة، ويحتمل أنها قطرة جديدة نزلت بعد مسحك، والقاعدة أنه لا ينجس شيء بالشك فالمنشفة طاهرة، وقد تكون القطرة منياً، ولكن لا يلزم الاغتسال منها، لأن المني إنما يجب الغسل منه إذا خرج بدفق وشهوة، وانظر الفتويين رقم: 17024، ورقم: 137307. ثم إن المستحب أن تبدأ بالمناديل ثم الماء، وليس العكس، فالعكس مكروه، كما بينا في الفتوى رقم: 138676.
ثم إن تفقد الموضع بعد الاستنجاء من التكلف، وقد يفتح باباً للوسوسة، وحيث قررنا أن الشيء لا ينجس بالشك، فالثوب طاهر، ولا يلزم من بقاء بعض النجاسة في المحل تنجس الثوب بهذا الماء لاحتمال أن الماء لم يُصِب الثوب، وقد بينا في الفتوى رقم: 170699، حكم الماء المنفصل عن محل النجاسة. وراجع للفائدة الفتوى رقم: 180171. وأما القطرة التي أصابتك: فلا يحكم بكونها نجسة بالشك.
وأما البلل: فالذي نفتي به ـ وهو مذهب الشافعية ـ أنك إن شككت في كونه منياً أو مذياً، فلك أن تتخير في جعله أحدهما وترتب عليه أحكام ذلك، فإن جعلته منياً فقد اختلف العلماء في حكمه، وهل هو طاهر أو نجس، بعد اتفاقهم على أنه يوجب الغسل، والراجح طهارته وهو قول الشافعي وأحمد والجمهور، وانظر لذلك الفتوى رقم: 63403.
وإن اخترت أن تجعله مذياً فلا يجب عليك الاغتسال منه، وإنما يجب عليك الوضوء مع غسل الذكر والمحل الذي تيقنت أنه أصابه المذي، وانظر الفتوى رقم: 114549.
ثم إن المذي يكفي فيه النضح، ويُعفى عن يسيره، فليس فيه مشقة ـ كما تظن ـ وانظر الفتوى رقم: 243982، وتوابعها. ولم ينص العلامة العثيمين على ما ذكرت، ولكنه كغيره من أهل العلم يرى نجاسة المذي، وانظر كلامه في الفتوى رقم: 138653.
ثم نفيدك بأن أسئلتك تدل على نوع وسوسة، فنسأل الله أن يعافيك من الوسوسة، وننصحك بملازمة الدعاء، والتضرع، وأن تلهى عن هذه الوساوس، ونوصيك بمراجعة طبيب نفسي ثقة، ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات من موقعنا، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 3086، 51601، 147101، وتوابعها.
والله أعلم.