الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يشرح صدرك، وأن يحصن فرجك، وأن يوفقك لما يحب ويرضى، ثم اعلم أنه لا إثم على العبد فيما تعرض له من اغتصاب، ونحوه، بل هذا بلاء، وعلى العبد أن يصبر، ويحاول التخلص من هذه الميول، ويتضرع إلى ربه، وقد قال الله تعالى: إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب {الزمر: 10}.
وانظر الفتوى رقم: 79149.
وليكن اهتمامك منصرفاً إلى التخلص من هذه الميول غير الفطرية، وذلك ممكن مع الصبر، والاستعانة بالله، والتداوي والأخذ بأسباب العلاج، وقد سبق الكلام عن علاج الشذوذ في الفتاوى التالية أرقامها: 57110، 7413، 59332، 101801.
ولا عليك مما يقال حول هذا المرض، فالواعظ، والداعية يريد تحذير الناس من هذه الآفة، وأما محاسبة الناس، فالله هو الذي يُحاسب، وهو أحكم الحاكمين، ومن حيل الشيطان أن يسول لك هذا الأمر، ويجعل معركتك مع الدعاة الذين يُحذرون الناس من ذلك، وقد يبالغون، لكن لو جعلت همتك مع علاج المرض، وأخلصت التضرع لوجدت ما يسرك، ومثل ذلك مسألة هلاك قوم لوط، فقد أهلكوا بالكفر، والذنوب، وأعلى ذنوبهم اللواط، وقد يُجيب الله الدعاء دون الأخذ بالأسباب ولكن الأخذ بها متمم للتوكل، وانظر الفتوى رقم: 111911.
وقد بينا مراتب اللواط في الفتوى رقم: 161035.
ثم إنه ليس للعبد أن يتساهل في المعصية، ولو كانت صغيرة، فالأمر خطير، وانظر الفتوى رقم: 128824.
وأما الحديث: فقد جاء في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: أمة الإجابة الموجودة ذهنا المعهودة معنى، كأنها المذكورة حسا: أمة مرحومة ـ أي: رحمة زائدة على سائر الأمم، لكون نبيهم رحمة للعالمين، بل مسمى بنبي الرحمة وهم خير أمة: ليس عليها عذاب ـ أي: شديد في الآخرة، بل غالب عذابهم أنهم مجزيون بأعمالهم في الدنيا بالمحن والأمراض، وأنواع البلايا، كما حقق في قوله تعالى: من يعمل سوءا يجز به {النساء: 123} على ما تقدم، والله تعالى أعلم، ويؤيد قوله: عذابها في الدنيا الفتن والزلازل والقتل ـ أي: بغير حق، وقيل: الحديث خاص بجماعة لم تأت كبيرة ويمكن أن تكون الإشارة إلى جماعة خاصة من الأمة، وهم المشاهدون من الصحابة، أو المشيئة مقدرة، لقوله تعالى: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء { النساء: 48}وقال المظهري: هذا حديث مشكل، لأن مفهومه أن لا يعذب أحد من أمته صلى الله تعالى عليه وسلم سواء فيه من ارتكب الكبائر وغيره، فقد وردت الأحاديث بتعذيب مرتكب الكبيرة، اللهم إلا أن يؤول المراد بالأمة هنا من اقتدى به صلى الله تعالى عليه وسلم كما ينبغي، ويمتثل بما أمر الله وينتهي عما نهاه. انتهى.
وانظر للفائدة الفتويين رقم: 118197، ورقم: 197563.
وننصحك بمراسلة قسم الاستشارات من موقعنا، وراجع الاستشارة رقم: 2156647.
والله أعلم.