الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهنيئا لك التوبة، ونسأل الله سبحانه أن يتقبلها منك، وأن يثبتنا وإياك على صراطه المستقيم، وإن كانت تلك المحلات قد تنوعت أنشطتها ما بين حلال وحرام، فلا يظهر لنا حرج عليك في ذكر عملك بها، إذ لا يعد هذا مجاهرة بالمعصية، حيث إن مجرد العمل فيها لا يستلزم الوقوع في الحرام ـ وإن كنت قد وقعت فيه في حقيقة الأمر ـ وانظر الفتوى رقم: 14314.
أما إن تمحض نشاطها في الأمور المحرمة، فعليك أن تكتفي بذكر فترة عملك فيها مع إبهام اسمها ونشاطها المحرم، كأن تذكر أنك قد عملت لسنوات في محلات تجارية كبرى مثلا ونحو ذلك، اللهم إلا إذا احتجت إلى التصريح باسمها، فالظاهر أنه لا حرج عليك حينئذ، نظرا للحاجة، حيث يجوز الإخبار بالمعصية للحاجة والمصلحة المعتبرة, ولا يكون ذلك من المجاهرة المذمومة، وانظر الفتوى رقم: 93102.
وأما بخصوص عملك الجديد: فمادام عملا مشروعا، فلا حرج فيه ولا فيما تقاضيت عليه من أجر، لأنه في مقابل عملك الجديد لا في مقابل ما ذكرت في السيرة الذاتية، وإنما هي وسيلة يتوصل بها أصحاب العمل إلى اختيار من يتقنه ويؤديه على الوجه المطلوب، فتلك هي الغاية، والأجر إنما يبذل في مقابل العمل، وانظر الفتوى رقم: 105961.
وأما الحصول على وظيفة بالواسطة: ففيه تفصيل سبق بيانه في الفتويين رقم: 169997، ورقم: 244543، وما أحيل عليه فيهما.
وكون من ساعدك في الحصول عل الوظيفة مرتدا لا أثر له في حلها إن كانت حلالا في ذاتها.
والله أعلم.