الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يؤلف بين قلوبهم، وأن يصلح ذات بينهم.
وقد بينا بالفتويين التالية أرقامهما: 110788، 255058، أنه لا يجوز مقاطعة الوالدين مهما أساءوا للابن، فلا يجوز لأمك مقاطعة والدتها، فنبهوها بأسلوب حسن أن هذا منكر، وأنه يخشى عليها من سخط الله وغضبه إذا استمرت على ذلك.
ثم إن بر الأم وطاعتها من أوجب الواجبات، لما لها من حقوق عظيمة أكد عليها القرآن والسنة، ولكنها إذا أمرت بمعصية الله عز وجل، كالذي ذكرت في السؤال من قطع الرحم، فلا تجوز طاعتها فيه، كما سبق بيانه في الفتويين التالية أرقامهما: 36568، 135885، وحتى لو كانوا هم من ظلموا والدتك، فلا يسوغ لكم مقاطعتهم، كما بينا بالفتوى رقم: 207574.
وإن خفتم غضب الأم بسبب صلتكم قرابتها، فعليكم أن تصلوهم سرا بحيث لا تعلم الأم, وبهذا تجمعون بين الحقين.
ثم إننا ننصحكم بالسعي في الإصلاح بين الأم وقراباتها.
والله أعلم.