حكم البقاء في وظيفة محرمة بسبب التهديد بالسجن أو غرامة مالية كبيرة عند تركها

30-11-2014 | إسلام ويب

السؤال:
أنا أعمل في مصنع للأجهزة الإلكترومنزلية، ومن هذه الأجهزة التلفاز، وعندما بدأت العمل في هذا المصنع منذ ثلاث سنوات لم يكن لدي أدنى فكرة عن المكان الذي سأعمل فيه، واختاروني للعمل في مجال صيانة الماكينات التي تنتج البطاقة الإلكترونية الأم للتلفاز، لم أتحر عن الأمر في البداية واستمر عملي في هذا المجال، علما أنني أعمل في مجالات أخرى في المصنع، وعملي في جهة صناعة التلفاز يمثل نسبة أقل من النصف من مجموع نشاطاتي.
ومؤخرا منذ ما لا يقل عن ثلاثة أشهر بعثتني الشركة أنا وزميلا لي إلى الخارج للقيام بدورة تكوينية لتعزيز مهاراتنا في المجال المذكور سابقا (وهو يستعمل لصناعة التلفاز وغيره من الإلكترونيات)، وأمضينا على عقد يقضي بموجبه عدم التخلي عن منصبنا لمدة ثلاث سنوات، وبعد عودتي علمت يقينا أن العمل في مجال التلفاز حرام لا يجوز، وهو ما وجدته أيضا في موقعكم. فقررت التوقف عنه فورا، لكن بعدما عرضت مشكلتي على المدير وأخبرته بحرمة العمل في مجال التلفاز، واقترحت عليه أن يبعدني عنه، رفض الفتوى متأولا، ورفض رفضا قاطعا استقالتي وحتى تغيير منصبي، وهددني بأنه سيطبق علي القانون إن قدمت استقالتي، وهو أن أعوض الشركة مصاريف تلك البعثة التكوينية طبقا للعقد الذي كنت أمضيته من قبل، وهذه التكاليف باهظة جدا (ما يقارب 15000 دولار) ومن المستحيل علي أن أعوض حتى نصفها فكيف بها كلها! زيادة على أنني مثقل بالديون وليس لي مورد لا من قريب ولا من بعيد.
وسؤالي هو: ماذا أفعل في حالتي هذه وأنا كاره مكره ومهدد بالتعويض أو السجن إن قدمت استقالتي؟ علما أنني كما قلت من قبل عملي في مجال التلفاز لا يمثل أكثر من نصف نشاطاتي، وأن المدير قد وعدني بأنه سيغير منصبي بعد عام ونصف فقط.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالتهديد بالسجن يعتبر إكراها معتبرا بشروط بيناها في الفتوى رقم: 204502، وإحالاتها. وعلى ذلك فإن غلب على ظنك أن المدير سيقوم بتنفيذ ما هددك به، وأنك لن تستطيع سداد تكاليف البعثة، ومن ثم تصير إلى السجن، فحينئذ يجوز لك البقاء في العمل المذكور إلى أن يزول التهديد بالسجن، ثم تبادر بترك ذلك العمل، اللهم إلا إن تكون مضطرا، فحينئذ يجوز لك البقاء بقدر الضرورة، مع الاجتهاد والسعي الجاد للحصول على مصدر دخل حلال، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وانظر الفتوى رقم: 94921.  وهذا على افتراض أن العمل الذي تمارسه حرام إذ ليس كل عمل في التلفزة حرام. 

والله أعلم.

www.islamweb.net