الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على حبك لموقعنا وثقتك بنا، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا عند حسن ظنك، وأن يوفقنا وإياك إلى طاعته وخدمة دينه، والراجح من أقوال الفقهاء أنه يجب الوفاء بالشروط التي تشترط من أي من الزوجين في العقد مما لا تتنافى ومقتضى العقد، ويمكنك مراجعة المزيد في الفتوى رقم: 1357.
فإن اشترطت زوجتك إكمال التعليم وجب عليك الوفاء لها بذلك، ولا بأس بأن يكون غرضها من الدراسة إرضاء أهلها، أو الوضع الاجتماعي ونحو ذلك، إلا أن هذا لا يعني الوفاء لها بذلك الشرط على كل حال، فإن ترتبت على دراستها مفاسد شرعية كالاختلاط المحرم ونحو ذلك، أو السفر بغير رفقة محرم، فيجب عليها تركها ولك الحق في منعها فمصلحة حفظ الدين مقدمة على أي مصلحة، وانظر الفتوى رقم: 136760.
ولا يجوز لك إقرارها على هذا الحال وإلا أثمت، وإذا منعتها والحالة هذه ولم تمتنع، وأصرت على الخروج كما تريد فهذا منها نشوز، وعلاج الناشز قد جاء به الشرع، وهو مبين في الفتوى رقم: 3011.
وراجع أيضا الفتوى رقم: 161663.
فإن لم تستجب لك فاستعن بالعقلاء من أهلك وأهلها، فإن حلت المشكلة وصلح الحال، وإلا فانظر إن كان الأصلح فراقها وننبه إلى أن غيرة الزوج على زوجته أو العكس أمر محمود حيث كانت هنالك ريبة، ولكن يجب الحذر من الغلو في ذلك بحيث تصير غيرة مذمومة، فيكون التجسس ونحو ذلك مما لا يرتضيه الشرع، فالاعتدال في الغيرة مطلوب، ونرجو مطالعة الفتوى رقم: 71340.
والله أعلم.