الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا حرمة السكن المختلط بين الطلبة والطالبات في الفتوى رقم: 53286، ولا تكفي استقلالية الغرف، وإنما يجب استقلالية مرافق الطلبة عن مرافق الطالبات، وانظر الفتوى رقم: 76042، وعلى ذلك فإن كانت مرافق السكن متحدة أو غلب على ظنك وقوع المنكرات من جراء إقامة الطلبة في ذلك السكن، فلا يجوز لك التسويق للبرنامج المذكور.
وأما إشرافك عليه فالأصل عدم جوازه كذلك، لكن إن كان يرجى من ورائه تقليل وقوع الفساد بين الطلبة والطالبات فحينئذ لا بأس بذلك، بل لعلك تكون مأجورا إن شاء الله؛ فإن مبنى الشرع على جلب المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها، وقد أفتى به شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ فيمن يتولى الولايات، ويُلزم بأخذ المكوس المحرمة من الناس، لكنه يجتهد في العدل ورفع الظلم بحسب إمكانه، ويخفف من المكوس ما استطاع، ولو ترك الولاية لحل محله من يزيد معه الظلم، فأفتى رحمه الله بأنه يجوز له البقاء في ولايته، بل بقاؤه على ذلك أفضل من تركه، إذا لم يشتغل بما هو أفضل منه، وقال: وقد يكون ذلك واجبا عليه إذا لم يقم به غيره قادرا عليه، فنشر العدل بحسب الإمكان، ورفع الظلم بحسب الإمكان فرض على الكفاية، يقوم كل إنسان بما يقدر عليه من ذلك إذا لم يقم غيره في ذلك مقامه... انتهى من "مجموع الفتاوى"
والله أعلم.