السؤال
أنا فتاة أعيش مغتربة في وطن عربي إسلامي, و أسكن في غرفة ماستر لحالي في شقة مع عائلة عربية مسلمة و تسكن في غرفة أخرى فتاة من نفس جنسيتي, و في فترة الصيف سافرت العائلة التي نسكن معها, وقامت بتأجير الصالة التابعة لشقتهم لشاب مسلم لمدة شهرين على أساس أن تلتحق به زوجته التي تعيش في بلد آخر. و لكن مضى على إقامته في الشقة لوحده مدة أسبوعين حيث إن الصالة التي يسكن فيها بعيدة عنا ومنفصلة عن غرفنا, فلدينا ممر خاص بنا و ممر خاص به، فقط الباب الرئيسي الخارجي الذي يؤدي إلى الشارع مشترك. و لا نلتقي به بتاتا، و كذلك يستعمل نفس مطبخنا, و لهذا الأخير بابان , باب خاص بنا و باب في الجهة الأخرى من الصالة خاص به, و عندما يكون في المطبخ لا ندخل حتى يخرج و يغلق الباب الخاص به إذ أنه يدخل المطبخ فقط لاستعمال الثلاجة. لذا فجزاكم الله خيرا أريد أن تفيدونني إذا كان هذا الأمر حراما أم لا, أي السكن مع شخص أجنبي في شقة واحدة بالرغم من أننا منفصلين عنه تماما و لا نراه. و ما عساي أفعل , أفيدوني أفادكم الله. أرجو أن تكتبوا الإجابة مباشرة تحت السؤال ضمن موسوعتكم, و أن لا ترسلوا الجواب على بريدي الإلكتروني لأنني لا أستطيع قراءته.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن وجود فتاة وشاب أجنبيين في شقة واحدة ليس بها غيرهما أو غير فتاة أخرى يعتبر من أكبر جوالب الفتنة، وقد اشترط أهل العلم لإباحة مساكنة الرجل للنساء من غير محارمه أن لا تتحد المرافق بينهما كالممر والمطبخ أو الخلاء ونحو ذلك، قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله تعالى: فإذا سكنت المرأة مع أجنبي في حجرتين أو في علو وسفل أو دار وحجرة اشترط أن لا يتحدا في مرفق كمطبخ أو خلاء أو بئر أو سطح أو مصعد فإن اتحدا في واحد مما ذكر حرمت المساكنة لأنها حينئذ مظنة الخلوة المحرمة وكذا إن اختلفا في الكل ولم يغلق ما بينهما من باب أو يسد أو أغلق لكن ممر أحدهما على الآخر أو باب مسكن أحدهما في مسكن الآخر انتهى . وأنت ذكرت أن الباب الرئيسي الخارجي الذي يؤدي إلى الشارع مشترك بينكما وبين ذاك الشاب وأنه يستعمل نفس المطبخ الذي تستعملانه، وعليه فالواجب أن تتركا مساكنة هذا الشاب إن وجدتما إلى ذلك سبيلا، وإن لم يتيسر لكما ذلك وكنتما مضطرتين إلى ما أنتما عليه من مساكنته فإن الضرورات تبيح المحظورات، وينبغي في تلك الحالة أن تسكن إحداكما مع الأخرى فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد .
والله أعلم.