الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يتوب عليك، وأن يغفر ذنبك، ويطهر قلبك، ويحصن فرجك.
فالذي نوصيك به بعد تقوى الله تعالى هو مجاهدة النفس, والهوى, والشيطان, والبعد عن هذه الأفعال المحرمة, والتوبة منها, فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
كما نوصيك بما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم أمثالك من الشباب، حيث خاطبهم بقوله: يا معشر الشباب, من استطاع منكم الباءة فليتزوج, فإنه أغض للبصر, وأحصن للفرج, ومن لم يستطع فعليه بالصوم, فإنه له وجاء. متفق عليه.
والظاهر مما ذكرت أن مشاهدة الأفلام الخليعة هي التي جرتك إلى هذه الآثام، والمنغصات، وعدم التوفيق في أمور دينك، ودنياك.
لذا نوصيك بمواصلة جهاد النفس، فإن ترك مشاهدة الأفلام الخليعة يحتاج بعد الاستعانة بالله تعالى، إلى إرادة قوية، وعزم أكيد، مع عدم التعرض إلى ما يثير الرغبة في مشاهدتها، كرؤية الصور الفاتنة، ومما يقوي هذه الإرادة استشعارُك رؤية الله تعالى لك، وأنه مطَّلع على عملك، ومجازيك به، وأنه سائلك عن عمرك فيم أفنيته؟ وعن شبابك فيم أبليته؟ فأعد للسؤال جوابا، فقد قال صلى الله عليه وسلم: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع .. ومنها: وعن شبابه فيم أبلاه؟ وعن عمره فيم أفناه. رواه الترمذي. فالعبد يسأل عن عمره عامة، وعن شبابه خاصة، فهل إذا سألك مولاك عن ذلك هل ستجرُؤ أن تقول: كنت أشاهد الأفلام الخليعة.
واعلم أن المشقة الناشئة عن مجاهدة النفس على ترك مشاهدة الأفلام الخليعة، وعلى ترك النظر إلى الصور المثيرة الداعية إلى مشاهدتها، تكون قوية في بادئ الأمر، ولكن بالاستعانة بالله تعالى، وأخذ النفس بالشدة والاستمرار في المجاهدة، يهون الأمر ويسهُل، وانظر بعض التدابير المعينة ـ بإذن الله تعالى ـ على الاستقامة، وترك مشاهدة الحرام في الفتاوى التالية أرقامها: 6617، 75623، 137744، 194891، 204682، 219850، 66439، 251746.
والله أعلم.