الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقول النبي صلى الله عليه وسلم: فإن الله هو الدهر. لا يحتاج في بيانه إلى شيء مما ذكره السائل، ولا تعلق له بنظرية أينشتاين، ولا غيرها، بل معناه واضح، وقد بينه الحديث القدسي: قال الله عز وجل: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا الدهر، بيدي الأمر أقلب الليل والنهار. رواه البخاري ومسلم. قال النووي في شرح مسلم: قوله: "فإن الله هو الدهر" قال العلماء: وهو مجاز، وسببه أن العرب كان شأنها أن تسب الدهر عند النوازل، والحوادث والمصائب النازلة بها من موت، أو هرم، أو تلف مال، أو غير ذلك، فيقولون: يا خيبة الدهر، ونحو هذا من ألفاظ سب الدهر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا الدهر؛ فإن الله هو الدهر" أي لا تسبوا فاعل النوازل، فإنكم إذا سببتم فاعلها، وقع السب على الله تعالى؛ لأنه هو فاعلها ومنزلها. وأما الدهر الذي هو الزمان، فلا فعل له، بل هو مخلوق من جملة خلق الله تعالى، ومعنى "فإن الله هو الدهر" أي فاعل النوازل، والحوادث، وخالق الكائنات. اهـ.
قال سليمان آل الشيخ في (تيسير العزيز الحميد): ولهذا قال في الحديث: "وأنا الدهر بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار". وفي رواية لأحمد: "بيدي الليل والنهار، أجدده، وأبليه، وأذهب بالملوك". وفي رواية: "لا تسبوا الدهر؛ فإن الله هو الدهر، الأيام، والليالي أجددها، وأبليها، وآتي بملوك بعد ملوك". قال الحافظ: وسنده صحيح. فقد تبين بهذا خطأ ابن حزم في عده الدهر من أسماء الله الحسنى، وهذا غلط فاحش، ولو كان كذلك، لكان الذين قالوا: {وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ} مصيبين !! اهـ.
وأما مسألة دوران الأرض، والشمس، فقد سبق لنا بيان نسبيتها، والإشارة إلى مذهب الشيخ ابن عثيمين في ذلك، فراجع الفتوى رقم: 226582 وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.