السؤال
هل الاستدلالان التاليان صحيحان:
1- قال الله تعالى في سورة الحج: "وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ" فتدل على أن الأرض ثابتة, والكعبة فوقها, وباقي البلدان تحتها.
2- عندما دعا يوشع بن نون - عليه الصلاة والسلام - الله تعالى أن يحبس الشمس لم تغرب, ولو كانت الأرض تدور لغربت الشمس بسبب دورانها, فالأرض لا تدور, قال الشيخ بن العثيمين - رحمه الله - في مقطع من إحدى فتاويه على الرابط: http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_1256.shtml
لكن الشيء الذي أرى أنه لا بد منه هو أن نعتقد أن الشمس هي التي تدور على الأرض, وهي التي يكون بها اختلاف الليل والنهار؛ لأن الله تعالى أضاف الطلوع والغروب إلى الشمس, فقال عز وجل: " وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ" {الكهف:17}، فهذه أربعة أفعال أضيفت كلها إلى الشمس: إذا طلعت - وإذا غربت – تزاور – تقرض, كلها أفعال أضيفت إلى الشمس, والأصل أن الفعل لا يضاف إلا إلى فاعله, أو من قام به, أي من قام به هذا الفعل, فلا يقال: مات زيدٌ, ويراد مات عمرو, ولا يقال: قام زيدٌ, ويراد قام عمرو, فإذا قال الله: (وترى الشمس إذا طلعت) ليس المعنى أن الأرض دارت حتى رأينا الشمس؛ لأنه لو كانت الأرض هي التي تدور, وطلوع الشمس يختلف باختلاف الدوران ما قيل: إن الشمس طلعت, بل يقال: نحن طلعنا على الشمس, أو الأرض طلعت على الشمس, وكذلك قال الله تبارك وتعالى في قصة سليمان: "فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ" أي: الشمس (بالحجاب) ولم يقل: حتى توارى عنها بالحجاب, وقال النبي عليه الصلاة والسلام لأبي ذر عند غروب الشمس" أتدري أين تذهب؟ قال: الله ورسوله أعلم, قال" (فإنها تذهب فتسجد تحت العرش), فأضاف الذهاب إلى الشمس, فظاهر القرآن والسنة أن اختلاف الليل والنهار يكون بدوران الشمس على الأرض, وهذا هو الذي يجب أن نعتقده ما لم يوجد دليلٌ حسيٌ قاطع يسوغ لنا أن نصرف النصوص عن ظواهرها إلى ما يوافق هذا النص القاطع, وذلك لأن الأصل في أخبار الله ورسوله أن تكون على ظاهرها؛ حتى يقوم دليل قاطع على صرفها عن ظاهرها. انتهى. فما هو ردكم على هذا الكلام؟ وقد ذكرتم في الفتوى: 99520 أن تعاقب الليل والنهار ينتج عن دوران الأرض؟ وشكرًا.